الثلاثاء، 27 أبريل 2010

قصة أيوب عليه السلام



قصة أيوب عليه السلام


قال ابن إسحاق: كان رجلاً من الروم، وهو أيوب بن موصى بن رازخ بن العيص ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل. وقال غيره: هو أيوب بن موصى بن رعويل بن العيص بن إسحاق بن يعقوب، وقيل غير ذلك في نسبه. وحكى ابن عساكر أن أمه بنت لوط عليه السلام، وقيل: كان أبوه ممن آمن بإبراهيم عليه السلام يوم ألقى في النار لحرقه.
والمشهور الأول؛ لأنه من ذرية إبراهيم، كما قررنا عند قوله تعالى: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ } (سورة الأنعام:84) .ومن أن الصحيح أن الضمير عائد على إبراهيم دون نوح عليهما السلام. وهو من الأنبياء المنصوص على الإيحاء إليهم في سورة النساء في قوله تعالى: {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ } (سورة النساء:163) .
فالصحيح أنه من سلالة العيص بن إسحاق، وامرأته قيل اسمها: "ليا" بنت يعقوب، وقيل: رحمة بنت أفراثيم، وقيل: ليا بنت منسا بن يعقوب. وهذا أشهر فلهذا ذكرناه هاهنا. ثم نعطف بذكر أنبياء بني إسرائيل بعد ذكر قصته إن شاء الله، وبه الثقة وعليه التكلان. قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } * {فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ } (سورة الأنبياء:83ـ84) .وقال تعالى في سورة ص: {وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } * {ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } * {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } (سورة ص:41ـ44) .
وروي ابن عساكر من طريق الكلبي أنه قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، ثم إسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى وهارون، ثم إلياس، ثم اليسع، ثم عرفي بن سويلخ بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب، ثم يونس بن متى من بني يعقوب، ثم أيوب بن رازخ بن آموص بن


ليفرز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم. وفي بعض هذا الترتيب نظر فإن هوداً وصالحاً: المشهور أنهما بعد نوح وقبل إبراهيم. والله أعلم.
قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم: كان أيوب رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنوعه؛ من الأنعام والعبيد والمواشي؛ والأراضي المتسعة بأرض الثنية من أرض حوران. وحكى ابن عساكر: أنها كلها كانت له، وكان له أولاد وأهلون كثير. فسلب منه ذلك جميعه، وابتلى في جسده بأنواع من البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بهما، وهو في ذلك كله صابر محتسب، ذاكر الله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه ومسائه.
وطال مرضه حتى عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده وألقى على مزبلة خارجها، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته، وتقوم بمصلحته، وضعف حالها وقال مالها، حتى كانت تخدم الناس بالأجر؛ لتطعمه وتقوم بأوده، رضي الله عنها وأرضاها، وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد، وما يختص بها من المصيبة بالزوج، وضيق ذات اليد وخدمة الناس، بعد السعادة والنعمة والخدمة والحرمة. فإنا لله وإنا إليه راجعون!.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل"
وقال: "يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه"
ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام، ويضرب المثل أيضاً بما حصل له من أنواع البلايا. وقد روى عن وهب بن منبه وغيره من علماء بني إسرائيل في قصة أيوب خبر طويل؛ في كيفية ذهاب ماله وولده وبلائه في جسده، والله أعلم بصحته. وعن مجاهد أنه قال: كان أيوب عليه السلام أول من أصابه الجدري.
وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال: فزعم وهب أنه ابتلى ثلاث سنين لا تزيد ولا تنقص. وقال أنس: ابتلى سبع سنين وأشهراً، وألقى على مزبلة لبنى إسرائيل تختلف الدواب في جسده حتى فرج الله عنه، وأعظم له الأجر، وأحسن الثناء عليه. وقال حميد: مكث في بلواه ثماني عشرة سنة.
وقال السدي: تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها، قالت: يا أيوب، لو
دعوت ربك لفرج عنك، فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحاً، فهل قليل لله أن أصبر له سبعين سنة؟ فجزعت من هذا الكلام، وكانت تخدم الناس بالأجر، وتطعم أيوب عليه السلام.
ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها؛ لعلمهم أنها امرأة أيوب، خوفاً أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته، فلما لم تجد أحداً يستخدمها، عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره، فقالت: خدمت به أناساً. فلما كان الغد لم تجد أحداً فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به، فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقا قال في دعائه: (ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان لأيوب أخوان، فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد. قال أحدهما لصاحبه: لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع مثله من شيء قط، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعاناً وأنا أعلم مكان جائع فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان. ثم قال: الله إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط، وأنا أعلم مكان عار فصدقني. فصدق من السماء وهما يسمعان. ثم قال: اللهم بعزتك، وخر ساجداً، فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف عنه.
وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعاً: حدثنا يونس، عن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين، قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما تقول؟ غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان، فيذكران الله فأرجع إلي بيتي فأكفر عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في حق".
قال: "وكان يخرج في حاجته، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يرجع، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى الله إلي أيوب في مكانه، أن
{ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } (سورة ص:42) .
فاستبطأته فتلقته تنظر، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو على أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك! هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ فوالله القدير على ذلك ما رأيت رجلاً أشبه به منك إذ كان صحيحاً، قال: فإني أنا هو، قال: وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض"
لفظ ابن جرير، وهكذا رواه بتمامه ابن حبان في صحيحه عن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن حرملة، عن ابن وهب به. وهذا غريب رفعه جداً، والأشبه أن يكون موقوفاً.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أنبأنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: وألبسه الله حلة من الجنة، فتنحى أيوب وجلس في ناحية، فجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت: يا عبد الله، أين ذهب هذا المبتلى الذي كان هاهنا؟ لعل الكلاب ذهب به أو الذئاب، وجعلت تكلمه ساعة، فقال: ويحك أنا أيوب‍ قالت: أتسخر مني يا عبد الله؟ فقال ويحك أنا أيوب قد رد الله علي جسدي.
قال ابن عباس: ورد الله عليه ماله وولده بأعيانهم، ومثلهم معهم.
وقال وهب بن منبه: أوحى الله إليه: قد رددت عليه أهلك ومالك ومثلهم معهم فاغتسل بهذا الماء فإن فيه شفاءك، وقرب عن صحابتك قرباناً، واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك. رواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا همام، عن قتادة عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه جراداً من ذهب، فجعل يأخذه بيده ويجعل في ثوبه، قال فقيل له: يا أيوب أما تشبع؟ قال: يا رب ومن يشبع من رحمتك"
وهكذا رواه الإمام احمد عن أبي داود الطيالسي، وعبد الصمد، عن همام، عن قتادة به، ورواه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن محمد الأزدي، عن إسحاق ابن راهويه، عن عبد الصمد به، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب، وهو على شرط الصحيح، فالله أعلم.
وقال الإمام احمد: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أرسل على أيوب رجل من جراد من ذهب، فجعل يقبضها في ثوبه، فقيل: يا أيوب، ألم يكفك ما أعطيناك؟ قال: أي رب ومن يستغني عن فضلك؟. هذا موقوف. وقد روى عن أبي هريرة من وجه آخر مرفوعاً.
وقال الإمام احمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما أيوب يغتسل عرياناً خر عليه رجل جراد من
ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه، فناداه ربه عز وجل: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكني لا غنى لي عن بركتك". رواه البخاري من حديث عبد الرزاق به

وقوله:
{ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ } (سورة ص:42) .
أي: اضرب الأرض برجلك، فامتثل ما أمر به، فأنبع الله عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها ويشرب منها، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى، والسقم والمرض، الذي في جسده ظاهراً وباطناً، وأبدله الله بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة، وجمالاً تاماً ومالاً كثيراً؛ حتى صب له من الماء صباً، مطراً عظيماً جراداً من ذهب.
وأخلف الله له أهله، كما قال تعالى: (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) فقال: أحياهم الله بأعيانهم، وقيل: آجره فيمن سلف، وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم، وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة. وقوله: (رحمة من عندنا) أي: رفعنا عنه شدته وكشفنا ما به من ضر، رحمة منا به ورأفة وإحساناً.
{وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ } (سورة الأنبياء:84) .

أي: تذكرة لمن ابتلى في جسده أو ماله أو ولده، فله أسوة بنبي الله أيوب؛ حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب؛ حتى فرج الله عنه.
ومن فهم من هذا اسم امرأته فقال: هي "رحمة" من هذه الآية فقد أبعد النجعة وأغرق النزع. وقال الضحاك عن ابن عباس: رد الله إليها شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرين ولداً ذكراً. وعاش أيوب بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية، ثم غيروا بعده دين إبراهيم. وقوله:
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } (سورة ص:44) .

هذه رخصة من الله تعالى لعبده ورسوله أيوب عليه السلام، فيما كان من حلفه ليضربن امرأته مائة سوط، فقيل: حلف ذلك لبيعها ضفائرها، وقيل: لأنه عارضها الشيطان في صورة طبيب يصف لها دواء لأيوب، فأتته فأخبرته فعرف أنه الشيطان، فحلف ليضربنها مائة سوط. فلما عافاه الله عز وجل أفتاه أن يأخذ ضغثاً، وهو كالعثكال الذي يجمع الشماريخ، فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة، ويكون هذا منزلاً منزلة الضرب بمائة سوط ويبر ولا يحنث. وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه ،ولاسيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة المكابدة الصديقة البارة الراشدة، رضي الله عنها.
ولهذا عقب الله هذه الرخصة وعللها بقوله: (إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب) وقد استعمل كثير من الفقهاء هذه الرخصة في باب الإيمان والنذور، وتوسع آخرون لها حتى وضعوا كتاب الحيل في الخلاص من الإيمان، وصدروه بهذه الآية الكريمة، وأتوا فيه بأشياء من العجائب والغرائب، وسنذكر طرفاً من ذلك في كتاب "الأحكام" عند الوصول إليه إن شاء الله.
وقد ذكر ابن جرير وغيره من علماء التاريخ: أن أيوب عليه السلام لما توفى كان عمره ثلاثاً وتسعين سنة، وقيل: إنه عاش أكثر من ذلك. وقد روى ليث عن مجاهد ما معناه: أن الله يحتج يوم القيامة بسليمان عليه السلام على الأغنياء، وبيوسف عليه السلام على الأرقاء، وبأيوب عليه السلام على أهل البلاء. رواه ابن عساكر بمعناه

وأنه أوصى إلي ولده "حومل" وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه "ذو" الكفل" فالله أعلم، ومات ابنه هذا وكان نبياً فيما يزعمون وكان عمره من السنين خمساً وسبعين. ولنذكر هاهنا قصة ذي الكفل؛ إذ قال بعضهم: إنه ابن أيوب عليهما السلام، وهذه هي:
قصة ذي الكفل
الذي زعم قومه أنه ابن أيوب

قال الله تعالى بعد قصة أيوب في سورة الأنبياء:
{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } * {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } (سورة الأنبياء:85ـ86)

وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً في سورة ص:
{وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ } * {إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } * {وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } * {وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } (سورة ص:45ـ48(.

فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقروناً مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي، عليه من ربه الصلاة والسلام، وهذا هو المشهور. وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً، وإنما كان رجلاً صالحاً، وحكماً مقسطاً عادلاً، وتوقف ابن جرير في ذلك، فالله أعلم. وروى ابن جرير وابن أبي نجيح عن مجاهد: أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً، وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم، ويقضي بينهم بالعدل فمسي ذا الكفل.
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند، عن مجاهد أنه قال: لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي، حتى انظر كيف يعمل؟. فجمع الناس فقال: من يتقبل مني بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب.
قال: فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب؟ قال: نعم، قال: فرده ذلك اليوم، وقال مثلها في اليوم الآخر، فسكت الناس، وقام ذلك الرجل فقال: أنا، فاستخلفه.
قال: فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم ذلك، فقال: دعوني وإياه، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة، فدق الباب فقال: من هذا؟ قال: شيخ كبير مظلوم، قال: فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه، فقال: إن بيني وبين قومي خصومة، وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا وجعل يطول عليه حتى حضر الرواح وذهبت القائلة، فقال: إذا رحت فإني آخذ لك بحقك.
فانطلق وراح فكان في مجلسه، فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فقام يتبعه، فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه، فلما رجع لى القائلة فأخذ مضجعه أتاه فدق الباب، فقال: من هذا؟ فقال: الشيخ الكبير المظلوم. ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فائتني؟ فقال: إنهم أخبث قوم، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا نحن نعطيك حقك، وإذا نمت جحدوني. قال: فانطلق فإذا رحت فائتني.
قال: ففاتته القائلة، فراح ينتظر فلا يراه، وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق علي النوم، فلما كان تلك الساعة جاء، فقال له الرجل: وراءك وراءك. فقال: إني قد أتيته أمس فذكرت له أمري. فقال: لا والله، لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه، فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها، فإذا هو في البيت، وإذا هو يدق الباب من داخل، قال: فاستيقظ الرجل، فقال: يا فلان ألم آمرك؟ قال: أما من قبلي والله فلم تؤت، فانظر من أين أتينا؟.
قال: فقام إلي الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه، وإذا الرجل في البيت فعرفه، فقال: أعدو الله؟ قال: نعم، أعييتني في كل شيء ففعلت كما ترى لأغضبك. فسماه الله ذا الكفل، لأنه تكفل بأمر فوفى به. وقدر روى ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس قريباً من هذا السياق، وهكذا روي عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر، وغيرهم من السلف نحو هذا.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الجماهر، أنبأنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن كنانة بن الأخنس، قال: سمعت الأشعري ـ يعني أبا موسى رضي الله عنه ـ وهو على هذا المنبر يقول: ما كان ذو الكفل نبياً ولكن كان رجلاً صالحاً يصلي كل يوم مائة صلاة، فتكفل له ذو الكفل من بعده فكان يصلي كل يوم مائة صلاة، فمسي ذا الكفل. ورواه ابن جرير عن طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال أبو موسى الأشعري، فذكره منقطعاً.
فأما الحديث الذي رواه الإمام احمد: حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعد مولى طلحة، عن ابن عمر قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين ـ حتى عد سبع مرات ـ لم أحدث به، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك قال: "كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت، فقال لها: ما يبكيك؟ أأكرهتك؟ قالت: لا، ولكن هذا عمل لم أعمله قط، وإنما حملتني عليه الحاجة. قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط، ثم نزل وقال: اذهبي بالدنانير لك، ثم قال والله لا يعصي الله الكفل أبداً، فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه: قد غفر الله للكفل"
رواه الترمذي من حديث الأعمش به، وقال: حسن، وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر. فهو حديث غريب جدا‍ً، وفي إسناده نظر، فإن سعداً هذا قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد. ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي هذا، فالله أعلم. وإن كان محفوظاً فليس هو ذا الكفل، وإنما لفظ الحديث الكفل من غير إضافة، فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن. فالله تعالى أعلم




الإســعافات الأولــية
تعريف : إن الإسعافات الأولية عبارة عن العناية الفورية التي تقدم إلى الشخص الذي يعاني من الإصابة أو الذي تعرض للمرض بصورة مفاجئة وتشتمل هذه على مساعدة الشخص لنفسه والعناية الطبية الإسعافية المنزلية في حالة عدم توفر المساعدة الطبية أو تأخر وصولها. وتشتمل كذلك على تشجيع المصاب وطمأنته إلى رغبتك بالمساعدة وإحراز ثقته بك من خلال إثبات الكفاءة

دواعي الإسعافات الأولية

أ - إن المعرفة والمهارة في الإسعافات الأولية تعني الفارق بين الحياة والموت الفارق بين العجز المؤقت والعجز الدائم الفارق بين الشفاء السريع والعلاج الطويل

ب - إن الإسعافات الأولية مهمة جداً في

الوقاية من والعناية بإصابات الحوادث أو الأمراض المفاجئة

العناية بضحايا الحوادث الطبيعية

إعداد الأفراد للتعامل السليم مع الموقف الإسعافي والشخص المصاب والإصابة نفسها

المقـدرة على التمييز بين ما يجب عمله وما يجب عدم عمله

جـ - إنَّ الإسعافات الأولية ضرورية جداً حيث

أظهرت الإحصاءات أن الحوادث تأتي في مقدمة مسببات الوفاة بالنسبة للأشخاص من 20-38 سنة

أ ) إن التكلفة السنوية للرعاية الطبية وفقدان القدرة على الكسب بسبب العجز المؤقـت أو

الدائم وأضرار الممتلكات المباشرة تصل إلى ملايين الريالات

ب) إن الحوادث تفرض ضريبتها فيما تسبب من آلام ومعاناة وعجز ومآسي شخصية

ج ) تتسبب حوادث السيارات تقريباً بنصف كافة وفيات الحوادث

إن محدودية وقصر الوقت في حالات الحوادث أو الأمراض المفاجئة تعد ملحة وحرجة إذا ما قيست بالدقائق أو حتى الثواني المتوفرة لدى الشخص المسعف لتفادي ما يحصل من نتائج قاتلة

إن التدريب على الإسعافات الأولية : من شأنه أن يرتقي بالوعي والمعرفة بأساليب السلامة في المنزل والعمل وأماكن الترفيه وفي الشوارع وفي الطرق السريعة

أهمية التدريب على الإسعافات الأولية

مساعدة الآخرين

من خلال دراسة الإسعافات الأولية ، فق تبين أن الشخص العادي لديه استعداد لمساعدة الآخرين إذا تعرضوا للإصابة وكذلك لإعطائهم إرشادات في الإسعافات الأولية تنمية استعداداتهم لاتباع وسائل السلامة . ومن الناحية الإنسانية فإن الشخص العادي لديه التزام ذاتي بمساعدة المصابين والعاجزين ، ولا شك أنه ليس هنالك شعور يفوق الإحساس بالرضى لدى مساعدة أو مواساة أو إنقاذ حياة أحد أعضاء أسرتك أو أحد الزملاء أو المعارف أو أي فرد بحاجة للمساعدة

مسـاعدة الـنفـس

وإذا كان الشخص مستعداً لمساعدة الآخرين ، فلا شك أنه من باب أولى قــادر على مساعدة نفسه في حالات الإصابة أو المرض المفاجئ . وحتى إذا كانت حالته سيئة بحيث لا يستطيع العناية بنفسه ، فإنه يستطيع إرشاد الآخرين إلى الواجبات والإجــراءات الواجب اتخاذها حياله

جـ - الاســتعداد للكوارث

لا شك أن التدريب على الإسعافات الأولية له أهمية خاصة في أوقات الكــوارث ،

حيث تشح الخدمات الطبية أو يتأخر وصولها . وقد تأخذ الكارثة شكل النكبة العامة أو

ربما حادث وفاة فردي أو مرض يهدد الحياة . إن معرفة ما يجب عمله في أوقات

الطوارئ يساعد كثيراً في تحاشي الخوف والفوضى الذي يغلب على تصرفات الشخص

غير المدرب في مثل هذه الأوقات العصيبة . ولا شك أن معرفة الإسعافات الأولية تعد

مسئولية وطنية . فالمعرفة بالإسعافات الأولية لا تساعد في إنقاذ الحياة ومنع مضاعفات

الإصابات فحسب ، بل تساعد أيضاً في وضع خطة مرتبة ومنسقة للتعامل مع مشكلات

الطوارئ حسب أولوياتها للعلاج حيث يمكن تحقيق أفضل النتائج لأكبر عدد ممكن من الـناس

إرشادات عامة حول تقديم الإسعافات الأولية

بوصفك مسعفاً أولياً فقد تواجه مواقف إسعافية متنوعة . وهنا يلزم أن تكون قراراتك وتصرفاتك منسجمة مع الظروف المسببة للحادث أو المرض المفاجئ ، مراعياً فيها عدد الأفراد المصابين والبيئة المحيطة ومدى توفر المساعدة الطبية والضمادات واللوازم الإسعافية وكذلك مدى توفر المساعدة من الآخرين . وهنا يجب أنْ تطبق ما تعلمته على الموقف الإسعافي الذي تواجهه

في بعض الأحيان يكون العمل ضرورياً لإنقاذ الحياة . وفي أحيان أخرى لا تكون هناك حاجة للعجلة ، حيث توجه الجهود وتنصب فقط للوقاية من تفاقم الإصابة والحصول على المساعدة وطمأنة المصاب الذي تكون حالته النفسية متعبة.

وتبدأ عملية الإسعافات الأولية بإجراء يعد بحد ذاته عاملاً مطمئناً وله تأثير مهدئ ، ألا وهو ترتيب عملية الإسعافات الأولية ، ففي حالات الإصابات المتعددة أو في حالة تعرض أكثر من شخص واحد للإصابة ، فهنا يجب ترتيب أولويات الإسعاف . حاول أولاً طلب مساعدة الآخرين في إجراء المساعدات الهاتفية لطلب الإسعاف وتوجيه حركة المرور وإبعاد الأشخاص المتفرجين عن موقع الحادث وكذلك وضع علامات تحذيرية على الطرق السريعة وبعض المهام الأخرى المشابهة. أبدأ بالمصابين بإصابات تهدد الحياة وقدم لهم الإسعافات المساندة للحياة ، ومن ثم قد العناية إلى الأشخاص الذين يعانون من إصابات أقل خطورة

حاول الاتصال أو الطلب إلى شخص آخر الاتصال بالجهة المسئولة عن الحادث واحتفظ دائما بقائمة بأرقام الطوارئ. وإن لم يكن لديك الرقم المطلوب ، حاول الاستعانة بموظف السنترال المركزي للمساعدة . حاول وصف المشكلة مع توضيح ما قد تم عمله حيال المشكلة وأطلب المساعدة اللازمة ، سواء سيارة إسعاف أو مطافئ ، أعط اسمك وموقع الحادث وعدد الأشخاص المصابين ورقم الهاتف الذي تتكلم منه . ولا تغلق السماعة مطلقاً حتى يغلقها الشخص الذي استقبل مكالمته فقد تكون هنالك أمور ومعلومات أخرى يود الحصول عليها

أ - العنـاية الـلازمة

في حالات الإصابة أو المرض المفاجئ ، وبينما تكون المساعدة قد تم استدعاؤها ، عليك الانتباه ومراعاة أولويات الإسعافات الأولية التالية

بادر إلى إنقاذ المصاب فوراً ( فمثلاً أبعد المصاب عن الماء أو عن الحريق أو عن الجراج أو الغرفة التي تحتوي على أول أكسيد الكربون أو الدخان أو الأبخرة السامة أو أي مواد ضارة أخرى

تأكد من فتح المجرى الهوائي للمصاب مع القيام بالتنفس الصناعي من الفم إلى الفم أو من الفم إلى الأنف في حالة الضرورة

أعمـل على السيطرة على الـنزيف إن وجد

قـدم الإسعافات الأولية لحالات التسمم أو ابتلاع أي مادة كيمائية ضارة

ب - إرشادات الإسعافات الأولية الإضافية

وعند الانتهاء من اتخذ الخطوات الإسعافية لضمان سلامة المصاب فإنه يلزم القيام بالخطوات التاليـة

لا تحرك المصاب ما لم يكن ذلك لأسباب تمس سلامة المصاب وحياته . أبق المصاب في وضع يناسب حالته وإصابته ولا تدعه يقف أو يمشي

أعمل على وقاية المصاب من أي إزعاجات لا داعي لها

حاول تحاشي أو منع تعرض المصاب للبرودة بتغطيته بالبطانيات وما شابهها. وإذا تعرض المصاب للبرد أو الرطوبة ، فيجب عليك وضع البطانيات أو الملابس الإضافية فوقه وتحته

حاول تحديد الإصابات أو الأسباب للمرض المفاجئ وبعد السيطرة على المشكلات الأساسية يجب عليك

معرفة ما حدث بالضبط . ويمكن الحصول على هذه المعلومات من المصاب أو من الأشخاص الذين شاهدوا الحادث أو شاهدوا المصاب وهو ينهار في حالة المرض المفاجئ.

ب - إبحث عن تحديد وتعريف طبي للحالة الطارئة مثل بطاقة أو شريط معصــم

يمكن من خلاله معرفة حالة المصاب

إفحص المصاب بطريقة منهجية على أنْ تسترشد بنوع الإصابة أو المرض المفاجئ وحاجات الموقف الإسعافي ويجب أنْ يكون هنالك مبرر للأعمال التي تقوم بها

أرخ ملابس المصاب الضيقة ولكن لا تسحب حزام المصاب في حالة إصابات العمود الفقري

ب- حاول التزام الحيطة والحرص لمدى فتحك أو خلعك لملابس المصاب في سبيل

الكشف عن أجزاء الجسم لأغراض الفحص . لا تحـاول الكشف عـن المصاب

بدون وضع الأغطية الواقية عليه

جـ- لاحظ المظهر العام للمصاب بما في ذلك لون الجلد وافحص كافة الأعراض التي

قد تعطيك فكرة عن نوعية ومدى الإصابة أو المرض المفاجئ

وفي حالة المصاب الأسمر اللون ، فإنه يصعب تمييز تغير لون الجلد لذا يجب

فحص السطح الداخلي للحلق أو شفتي أو جفني المصاب

د- أفحص نبض المصاب وإذا لم يكن بمقدورك الإحساس به بالضغط على الرسغ

عندها حاول فحص النبض بالضغط على الشريان السباتي في جانب الرقبة.

هـ - أفحص مدى وعي المصاب وهل هو فاقد الوعي وهل يرد على الأسئلة

و- إذا كان المصاب فاقد الوعي ، تأكد من عدم إصابة رأسه وحاول التأكد من عـدم

تعرضه للشلل في أحد جانبي جسمه أو رأسه . وتأكد إذا كان المصاب تظهر عليه علامات التشنج الحديث ( فقد يكون قد عض على لسانه وتسبب في حدوث تمزق اللسان

ز- إفحص عيني المصـاب وحجـم البؤبؤيـن

حـ -إفحص جذع المصاب أو أطرافه وتأكد من خلوه من الجروح المفتوحة أو المغلقة

أو علامات الكسور

ط -عنـد الشك بوجود حالة تسمم ، حاول فحص المصاب وابحث عن وجود حروق أو تبقعات حول فم المصاب وابحث كذلك عن مصدر السم قرب المصاب مثــل أقراص منومة أو زجاجات أدوية أو كيماويات منزلية أو مبيدات حشرية أو نباتية أو أغذية فاسدة

إعمل على تنفيذ الإسعافات الأوليـة التالية:

أ ) ضع ضمادات ورباطات أو جبائر الطوارئ

ب) لا تحرك المصاب مالم يكن ذلك ملحاً جـداً

ج ) حاول تنظيم عملية الإسعافات تبعاً لطبيعة الإصابة أو المرض المفاجئ ومـدى توفر اللوازم الإسعافية والمساعدة البشرية

د ) قم بالتطبيق السليم لخطوات الإسعافات الأولية والتقنيات الخاصة حسب الحاجة ونـوع الإصابـة

هـ) إبق بجانب المصاب وتحمل مسئوليته إلى أنْ تأتي النجدة من فرق الإنـقاذ أوالإسعاف المتخصصين أو حتى يستطيع المصاب العناية بنفسه أو ينتقـل إلى رعايــة أقاربـه

و ) لا تحاول تشخيص حالة المصاب أو مناقشة حالته مع الآخريـن





الحروق

BURNS

بقلم الدكتور / أحمد عبدالله الزاير
تصنيف الحروق
الحروق، حسب شدتها، يمكن تصنيفها إلى ما يلي:



1- حروق من الدّرجة الأوّلى First Degree Burns

2- حروق من الدّرجة الثّانية Second Degree Burns

3- حروق من الدّرجة الثّالثة Third Degree Burns

التّعريف

تؤثّر حروق من الدّرجة الأولى على الطبقة الخارجيّة للجلد, وتيدو على شكل بقع حمراء متورمة مصحوبة بألم حارق مزغج., والحروق من الدرجة الثانية تؤثر على الطبقة السطحية (البشرة) والطبقة العميقة (الأدمة) من الجلد, وتظهر على شكل بقع محمرة متورمة، نبرز على سطحها فقاعات متجمعة تتقاوت في الحجم وتكون الحروق من هذه الدرجة مصحوبة بآلام شديدة جدا، سرعان ما تغزوها الميكروبات خصوصا البكتيريا الصديدية محدثة بها جيوبا صديدية تشكل خطرا ثانويا على صحة المصاب أذا انتشرت هذه الجراثيم داخل الجسم مسببة تعفنات جرثومية تكون مصحوبة بارتفاع درحة جسم المصاب وارهاق جسمه. وعندما تنقشع البشرة المحروقة يتقرح الجلد وقد تندمل الحروق بعدها بندب ليقية وتكرمشات وتقلصات مشوهة لجمال الجلد. أما ّ الحروق من الدّرجة الثّالثة قهي أشد الحروق نوعا وأخطرها على صحة المصاب لأنها تتلف جميع طبقات الجلد وتمتد إلى الأنسجة التي تقبع تحت اتلجلد وأحيانا تصل حتى العظام. وتظهر الحروق من الدرجة الثالثة على شكل تآكلات وتقرحات عميقة مع تفحمات تظهر على شكل بقع بنية أو سوداء ونتيجة لتلف الأعصاب الحسية في الجلد المحروق والأنسجة السفلية تكون الحروق في هذه الدرجة عجبا عديمة الإحساس. الحروق من الدرجة الثالثة دائما تكون مصحوبة بمضاعفات حادة خطيرة على صحة المصاب وتزداد الخطورة كلما كلنت المساحة المحروقة

من الجسم أكبر، محدثة اختلالا كبيرا في ميزان سوائل الجسم وأملاح الدم هذا بالإضافة إلى كونها مدخلا سهلا لغزو جميع الجراثيم الإنتهازية مثل بكتيريا السودوموناس والبروتيوس وقد تودي بالحياة، وعلى المدى البعيد لو نجى المريض من خطورة المضاعفات الحادة فستدمل الحروق بتقرحات مزمنة وتليفات والتصاقات مغيقة للحركة والنشاط وتشوهات جسدية مؤذية للجسد ومضنية للنفس.



تقيم الدرجة والمساحة المحروقة

يجب على الشخص المسعف المتدرب أن يقيم بسرهة درجة الحروق وعمقها ومساحتها قبل القيام بإجراء أي إسعافات أوّليّة للمصاب. وهذا التقييم يتم كالتالي:



أولا/ تحديد الدرجة والعمق: وقد ذكرنا الصفات والمميزات الإكلينيكية لكل درجة فيما سبق. وإن معرفة درجة وعمق الحروق الحاصلة للشخص مهم جدا لتوقع نوع المضاعفات التي قد تحدث للمصاب وكذلك مزع التشوهات التي قد تنجم للجلد بعد التئام الحروق. وتنقسم الحروق حسب انيابها لعمق الأنسجة ألى نوعين:

1- الحروق السطحية: وتدعى جراحيا: "الحروق جزئية العمق" Partial Thickness Burns وهي غادة حروق من الدرجة الأولى. والحروق في هذا النوع تلتئم عادة من انقسام الخلايا المولدة للبشرة الموجودة في بقايا أنسجة ظهارية مثل الغد الدهنية وبصيلات الشعر والغدد العرقية تالتي اصولها تنطمر في أعماق الجلد. وتلئئم الحروق عادة بعد الإسبوع الثالث بسرعة بدون أي تشوهات ومضاعفات تذكر، بشرط أن لا تصاب المناطق المحروقة بغزو جرثومي شديد يعقد الحروق.

2- الحروق العميقة: وتدعى جراحيا: " حروق كاملة العمق" Full Thickness Burns وهي عادة حروق شديدة من الدرحة الثانية الداخلة في الدرجة الثالثة. وهذا النوع من الحروق لا يلتئم بسهولة كما في الحروق السطحية لأن العناصر الظهارية التي تساعد على الإلتئام من بصيلات شعر وغدد دهنية وغدد غرقية ينعدم وجودها بسبب إنتياب آلية الحرق لها،. وفي الحروق العميقة يتم انفصال الجلد المحروق والأجزاء الأخرى الميتةئ، عن الجسم، في الإسبوع الثالث من الحرق عادة، ويستبدل الجلد المحروق بنسيج حبيبي محمر. وتلتئم الحروق في هذا النوع من حواف الجلد الطبيعية المحيطة بمنطقة الحرق ولكن بمعدل بطيء جدا وقد يصاحب ذلك حدوث تشوهات كبيرة مثل التقلصات الليفية contractures وتكرمشات ridges وندب ليفية keloids، وتعطيل لبعض وظائف الأعضاء الفسيولوجية.



ثانيا/ تحديد مدى الحروق: بإيجاد مجموع المساحات التي أصابتها الحروق من الجسم وذلك يتم حسب قاعدة "التسعات" المعروفة في علم الحروق والتجميل، ويمكن إيجازها فيما يلي:

1- جميع أجزاء الرأس مع الجزء العلوي من الرقبة تشكل: 9%

2- منطفة الصدر الأمامية والخلفية تشكل: 2X9%

3- الطرفان العلويان من الأمام والخلف يشكلان: 2X9%

4- منطقتي الظهر والبطن تشكلان: 2X9%

5- الفحذ ين من الأمام والخلف يشكلان: 2X9%

6- الساقين من الأمام والخلف يشكلان: 2X9%

7- منطقة الأعضاء التناسلية وما حولها تشكل: 1%

المجموع الكلي لأسطح الجسم = 100%



ويمكن تجزئة كل منطقة من مناطق الجسم إلمذكورة أعله إلى أجزاء متساوية في المساحات تأخذ نسبا متساوية فمثلا يمكن تجزئة الفخذ بأكمله إلى سطحين متساويين في المساحة: السطح الأمامامي للفخذ يشكل: 4.5% والسطح الخلفي بما فيه سطح اردف بشكل: 4.5% ويمكن أيضا تجزئة كل سطح ألى نصفين متساويين تماما فعند قياس طول الفخذ من الأمام أو الخلف بشريط القايس نقسم الطول على 2 ثم نححد منتصف الفحذ تماما ونحسب النسبة المئوية التي يأخذها نصف الفخذ من الأمام وهي: 4.5% تقسيم 2 = 2.25% وهكذا يمكن تجزئة كل نصف إلى أجزاء أخرى متساوية وبطرق رياضية بسيطة يمكن تقدير النسبة المئوية بصورة تقريبية لكل جزء محروق من الجسم ثم جمع النسب المتفرقة لإيجاد المساحة الكلية المحروقة من الجسم. إن تحديد المساحة الكلية المحروقة مهم جدا للتعامل مع الحروق وتحديد نوعية وخطط العلاجات الطبية المتخصصة لتلافي المضاعافات بإذن الله.



ثالثا/ أخذ القصة الكاملة للكيفية التي حدث فيها الحرق ونوع المادة التي احترق بها الشخص: فيما إذا كان سائلا مغليا أو نارا ناتجة من اشتعال مادة ملتهبة كالبنزين والكيروسن أومخفف الأصباغ أو غير ذلك أو حدث الحرق نتيجة صعق كهربائي أو انسكاب مادة كيميائية كاوية مثل الأحماض والقواعد أو غير ذلك. ومعرفة السبب الذي أحدث الحروق الجسمانية مهم لتحديد نوع الآثار التي تنتج من ذلك والتعامل معها بضوابط خاصة بها، لأان لكل مسبب أنواعه من الآثار والمضاعفات. وإذا لم نتمكن من الحصول على معلومات من المريض بسبب شدة الحالة أوبسب عدم وجود متواجدين في الموقع وقت الحادث، فإنه يجب القيام بالإسعافات العامة والتعامل مع الحالة بأنها حريق من الدرجة الشديدة.

وبعد تقييم الحروق بصورة تقريبية يمكن القيام بالإسعافات الأولية فورا ومعالجة الحروق بالطرق الإسعاقية فبل وأثناء نقل المريض إلى أقرب مركز طبي يتوفر به قسم أو وحدة لمعالجة الحروق. وكثيرا ما كان القيام باجراء هذه الإسعافات الأولية للمحروقين قبل وصولهم للعناية الطبية المتخصصة في المستشفى ناقذا لأرواحهم ومخففا لشدة حروقهم ومانعا أو مقللا لمضاعفات خطيرة قد تحصل لهم، لو لم يبادر فورا باجراء هذه الإسعافات الأولية لهم. وعند وصولهم للمراكز المتخصصة يمكن القيام بالمعاجة الفورية المتخصصة من قبل المتخصصين في علاج الحروق لمنع حدوث المضاعفات والتقليل من حدوث الندب والإلتصاقات الليفية والتكرمشات والتشوهات المعيقة للحركة والنشاط.



ما هي أهم مضاعفات الحروق ؟



الحروق الشديدة بالجسم قد ينتج منها مضاعغات، من أهمها ما يلي:

· الغزو الميكروبي الثانوي: تعطي بقع الحروق الملتهبة فرصة سانحة لدخول كثير من الميكروبات المتنوعة من أهمها غزو البكتيريا الصديدية والبكتيريا الإنتهازية التي تشكل خطرا إضافيا على صحة المصاب، بالإضافة إلى الآثار اللناتجة مباشرة من آفات الحروق نفسها. والإلتهابات الجرثومية الثانوية هي أهم عامل يجب منع حدوثه بجميع الوسائل الطبية المتاحة من استخدام مضادات حيوية وتعقيم الحروق نفسها واتخاذ جميع أجراءات التعقيم والنظافة في مكان الحروق وفي المكان الذي يتواجد فيه المريض ومحاولة عزل المصاب عزلا تاما عندما تكون الحروق شديدة وكبيرة خصوصا في المرحلة الحادة. يجب على من يقوم بمعالجة المريض أوتمريضه أو خدمته لبس الملابس المعقمة والواقية التي تستخدم مرة واحدة وترمى بعد الإستعمال مثل لبس المريول الطبي وغطاء الحداء ولبس قناع الوجه ولبس قفاز اليد المعقم.

· الحروق الشديدة التي تنتاب منطقة الوجه زاليدين والقدمين والأعضاء التناسلية وما حولها تعتبر من أخطر الحروق على صحة الشخص المصاب لأنها غالبا متؤدي إلى تشوهات شديدة تعيق الوظائف الفسيولوجية لهذه الأعضاء ولذلك يجب معالجتها بعناية فائقة وبذل الجهود الكبيرة في منع حدوث المضاعفات فيها.

· قد تحدث مضاعفات الحروق من عوامل ثانوية مرافقة لشعل اللنار مثل التسمم والإختناق بالغازات والأدخنةالسامة والخانفة كغاز أول وثاني أوكسيد الكربون والمواد الكيميائية السامة المنبعثة من احتراق المواد البلاستكبة أو المطاطية أو الخشبية أو غيرها. وملاحظة الأعراض والعلامات لهذه الغازات عل المصاب هام جدا للمبادرة في معالجتها قبل أن تودي بحباة المريض. فمثلا الأختناق بغاز أول أكسيد الكربون ينتج عنه الشعور بصداع شديد وأرهاق عام وتعب شديد وشعور بتنميل الأطراف أو آلام خانقة بمنطقة الضدر، فإذا شكى المصاب نفسه أو لاحظ ذلك المنقذ له يجب تنبيه المختصين إلى تلك الشكاوي لاتخاذ الإجراءات المناسبة حبالها لتفادي أخطارها أن شاء الله تعالى.

· الحروق الشديدة الكبيرة قد يصاجبها حدوث تقرحات في غشاء القناة الهضمية تؤدي إلى نزيف دموي داخلي صامت وشديد أحيانا، قد يودي بحياة المصاب إذا لم تلاحظ علاماته بدقة لتنبيه الطبيب المعالج لإسعاف حياة المصاب.

· الحروق الشديدة والكبيرة المساحة تكون عادة مصحوبة بفقر دم شديد وحاد بسبب تحلل كريات الدم الحنراء وتكسرها مما يزيد من خطورة الحروف الشديدة على حياة المصاب.

· اختلال ميزان السوائل وأملاح الدم نتيجة خروج سوائل الجسم وأملاحع عبر المساحات المحروقة فإذا لم تعوض هذه الأملاح والسوائل بصورة ناجعة فقد تشكل مثل هذه الإضطرابات خطرا على حياة المحروق.

· الحروق من الدرجة الأولى والثانية بعد ما تندمل يعقبها تغير ملحوظ في لون البشرة الطبيعي، فإما يتحول اللون إلى لون بني داكن أو لون أسود غامق أو في بعض الحالات تظهر بقع بيضاء تشبه بقع الوضح البرص، وقد تكون هذه التغيرات مؤقتة تمكث عدة شهور والقليل منها يمكث بصورة دائمة.

تصنيف الحروق حسب المسببات



تصنف الحروق تبعا لمسبباتها إلى الأنواع التالية:

· الحروق الحراريّة من الشعل النارية Fire Burns هذا النوع هو أكثر الأنواع شيوعا، ويحدث غالبا نتيجة اشتعال الحرائق فجئة في المنازل وأماكن العمل من التماس كهربائي في الأجهزة الكهربا ئية المنزلية أو سخونتها الزائدة نتيجة خلل فني فيها، وقد تنتج الحرائق من لعب الأطفال بأعواد الثقاب أو أي مواد مشتعلة أو الإستهتار برمي أعقاب السجائر المشتعلة في زوايا المنزل المؤثث وكثيرا ما نشبت الحرائق في المنازل من عيوب بالمدفئات الكهربائية أو الفحمية و أحيانا تنشب الحرائق بفعل فاعل عمدا ينم عن سلوك إجرامي.

· الحروق الجافة Dry Burns وبقصد بها الحروق الناتجة من تلامس الجلد بمواد ساخنة جدا ولكنها غير مصحوبة بشعلة نارية حيث تنبعث منها حرارة جافّة تفوق قدرة تحمل الجلد, وكذلك تحدث الحروق الجافة أحيانا من تعرض الجسم للإشعاعات مؤينة أو نتيجة تعرض الجلد للاحتكاك الساحق من لمس عجلات أو محاور دوارة أو نتيجة ملامسة الجلد بأجسام معدنية محماة في نار، أو نتيجة لتعرض الجسم لأشعاع الشمس القوي كأن يكون في منتصف النهار صيفا ويدعى هذا النوع من الحروق بالحروق الشمسية Sun Burns وتنتج الحروق أحيانا من صعوق برق أو صدمات تيارات كهربائية عالية القوه أو من أثر موادّ كيميائيّة حارقة وآكلة.

· الحروق الكيميائية Chemical Burns

· وهي حروق تنتج من تلامس الجلد أو الأغشية المخاطية بمواد كيميائية حارقة وآكلة للأنسجة وهي نوعان:

1- الأحماض القوية Strong Acids مثل حمض الكبريتيك وحمض النيتريك وحمض الهايدروكلوريك وعيرها كثير جدا.



2- القواعد القوية Strong Alkali مثل الصودا الكاوية والبوتاس الكاوي وحجر الجير و الأمونيا القوي التركيز.

· الحروق الرطبة Scalds ويقصد بها الحروق الناتجة من انسكاب سوائل ذات حرارة شديدة أو سوائل مغلية على الجلد كما يحدث نتيجة انسكاب بسوائل المطبوخات المغلية كالشاي المغلي والمرق وغيره أو وتنتج الحروق الرطبة أحيانا من تعرض الجلد لأبخرة ماء steam أو أبخرة أي سوائل أخرى ساخنة وتحت ضغط عالي كما في حوادث المصانع ومعامل التكرير التي تستخدم الأبخرة الساخنة المضغوطة .

· حروق الحلق والمجاري التنفسية Throat and Airways Burns تنتج من استنشاق أدخنة كاوية وحارقة أو بخار ماء ساخن أو هواء جاف مسخن أو أدخنة حرائق ساخنة وسامة وبحدث هذا غالبا في أماكن مغلقة ورديئة التهوية، وأحيانا تحدث الحروق في الفم والحلق والمجاري التنفسية من شرب مادة كيميائية حارحة خطئا كما في الأطفال أو تعمدا كما قي حوادث الإعتداء أو الإنتحار نتيجة اضطرابات نفسية.

· الحرائق المتعمدة Arson نتج الحروق في بعض الأشخاص أحيانًا من حرق الشخص نفسه أو غيره بالنار نتيجة مرض نفسي فهري أو من اعتداء الآخرين عليهم نتيجة للاضطراب نفسي أو دواقع أجرامية.

ماهي أعراض وعلامات الحروق التي تصيب الحلق والمجاري التنفسية ؟

عندما تصاب المجاري التنفسية أو منطقة الحلق والفم بالحروق نلاحظ مايلي:

· بفع بنبة أو سوداء حول الفم , أو علامات احتراق الشّفتين.

· ملاحظة أفات للحروق في الرّأس وفي الوجه أو حول الرقبة.

· الشعور بالحشرجة في الحلق أو ألم حارق أحيانا.

· تغيّر في نغمة الصّوت.

· صعوبة التنفس.

· نوبات من الكحة المزعجة.

· ملاحظة وجود نصول شعر محروق بالأنف أو بالحواجب.

· خروج مخاط من الأنف مبقّع بالكربون و غامق اللون.

ما هي أهم الإسعافات الأولية للحروق ؟

· أيعد المصاب بسرعة عن المصدر الذي سبب الحروق.

· إذا كانت الحروق سببها نار مشتعلة،واستمرت النار تشتعل في ملابس المصاب: لف المريض بسرعة ببطانية كثيفة أو فوطة أو أي شيء متوفر لديك في الموقع لإخناد شعلة النار من ملابسع وتقليل المساحات التي ستحرق من جسمه. إذا لم يتوقر أي شيء تلفه به إلقه بسرعة على النار واطلب منه أن يتدحرج على الأرض بسرعة أو دحرجه بنفسك إن لم يتمكن هو من ذلك.

* أوقف المصدر الذي سبب الحروق، وإيقاف المصدر يعتمد على معرقة نوعه فيما إذا كان نارا مشتعلة، أو غازا أو زيتا مشتعلأ أو ناتجا من التماس كهربائي.

* استحخدم طفاية الحريق إن كانت متوفرة في الموقع أو أسكب الرمل أن كانت سطول الرمال متوفرة في الموقع، اقفل صنبور الغاز وافتح جميع النوافذ. أطفيء مفاتيح الكهرباء أو أغلق الدورة الكهربائية جميعها من الطبلون الرئيسي. ملاحظة هامة جدا: * لا تحاول إطفاء شعلة النار الناتجة من إحتراق الزيوت أو السوائل الأخرى القابلة للإشتعال باستخدام الماء فإن ذلك قد يزيد من الإشتعال وامتداد الشعلة ألى مواقع أخرى وتناثر الزيت أو السائل فيسبب حروقا للمسعفين أنفسهم. الأفضل في هذه الحالات استخدام طفايات الحريق أن كانت متوفرة أو سكب الرمال على الإناء الذي تصدر منه شعلة النار.

حقيبة الإسعافات الأولية والتّجهيزات المطلوب تواجدها داخل الحقيبة

يجب أن تكون حقيبة الإسعافات ألا وليه في مكان يسهل الوصول إليه ومجهزه بشكل جيد وهي من الأشياء الضرورية في كل بيت وفي كل سيارة حيث إنها ستساعدك في �